صيدنايا هي مدينة سورية تقع في محافظة ريف دمشق. تعدُّ من أعرق الحواضر المسيحية في المشرق العربي، تقع على ارتفاع 1,450 متر عن سطح البحر. تُشتهر بجمال طبيعتها ومقدساتها المسيحية المشهورة في جميع أنحاء العالم.
تقع المدينة على بعد 30 كم (تقريباً) شمال غرب مدينة دمشق ضمن سلسلة جبال القلمون، ويحدها من الجنوب معرة صيدنايا، ومن الغرب تلفيتا ومنين، ومن الشمال الشرقي رنكوس، وقرية بدّا من الجنوب الشرقي، وعكوبر من الشرق، وتمتد سهولها شمالاً حتى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتبعد عن الحدود اللبنانية السورية (البقاع- بلدتي حام ومعربون) حوالي 40 كم.
لفظة صيدنايا آرامية الأصل، ولكن العلماء والباحثين اختلفوا في توصيفها، فمن قائل أن اسمها مشتق من (صيدون) وهو إله الصيد عند الفينيقيين لوجود هيكل وثني قديم لهذا الإله كان على مقربة من دير السيدة، وآخرون أطلقوا عليها (صيد دنايا) أي مكان الصيد. وقيل أيضاً (سيدانايا) بمعنى سيدتنا، وبعضهم يؤولها بمعنى سيدة العربية و(نايا) اليونانية بمعنى الجديدة، أي السيدة الجديدة.
إلاّ أن الاسم الأرجح والأكثر شيوعاً والأقرب إلى الصحة ومن خلاصة كل ما تقدم فإن كلمة صيدنايا اسماً ومكاناً تعني صيد الغزالة وأصل الكلمة آرامي، وتأكيداً لهذه التسمية وتخليداً لها وللرواية حول الكيفية التي بني بها الدير ” دير السيدة ” ثمة لوحة فنية كبيرة مثبتة فوق باب مقام “الشاغورة”، وإيماناً من أهل البلدة وسكانها بهذه التسمية فقد اتخذ مجلس البلدة في صيدنايا من صورة الغزالة شعاراً ورمزاً وثبّت صورتها فوق باب المجلس.
صيدنايا ذات أهمية كبيرة وخاصة بين مدن الشرق والعالم المسيحي، فهي بلدة تعود إلى عصور قديمة، وفيها الكثير من الآثار، أهمها الأديرة والمقدسات المسيحية. وفيها أحد أهم الأديرة المسيحية في العالم، وهو دير سيدة صيدنايا، الذي بناه الإمبراطور البيزنطي جوستنيان (يوستيانوس) في القرن السادس الميلادي.
تقول قصة بناء الدير أن جوستنيان، وأثناء رحلته إلى أورشليم وفيما كان يتصيد في المنطقة ظهرت له غزالة، وطاردها إلى أن وصلت إلى تلة، وتحولت إلى امرأة بيضاء غضّة كأنّها برج فضّة ويقول البعض أنها السيدة مريم العذراء وأمرته بأن يَبني ديرأً في المكان نفسه، فاستجاب وحقَّقَ رغبتها. ويُشار إلى أن هذا الدير يأتي في المرتبة الثانية في الأهمية بعد كنيسة القيامة في القدس بالنسبة للمسيحيين.